أطالب بحقوق المرأة.. العايقة الرايقة !
من غير فصال!
وبمنتهى الجرأة ..
والحرقة.. !
أطالب بتعدد الأزواج.. كالزوجات
كما يباح لصنف الرجال
تعدد الحرمات !
أطالب بمساواة المرأة بالرجل فى الميراث.. !
العين بالعين.. والراس بالراس..
أطالب على وجه الخصوص
بحق المرأة الصايعة
فى تنسم هواء الفجر..
فى الشوارع
والدوران فى عز الليل.. لمناجاة النجوم
حقها فى تدخين الصنف الذى تحبه..
وتهواه نخاشيشها..
حقها فى القيادة.. والريادة.. والرياضة للجميع !
أطالب بفتح الباب للصداقات البريئة.. بين الجنسين !
أطالب بحق المرأة فى الإثارة.. والمياصة.. والميوعة.. والدلال !
حقها فى رفض القمع.. لهذا الجمال !
أطالب بحقوق المرأة كاملة.. على داير المليم
أطالب بسقوط هذا السياج الخرافى المهين..
المسمى بالقوامة !
على بنت حلوة.. أو زوجة.. أو عنزة بقرنين !
المرأة زى كل النسوان..
فى كافة البلدان..
نمّامة !
تمر بمرحلة نهضوية إجتماعية.. تفسخية تفلتية ..
لا رجعية ولا حجرية !
بالأساس ثورجية..
وفى النهاية أونطجية
أختكم المحبة.. فوضوية
(تصفيق حاد.. مصحوب بالزغاريد.. والأغاريد.. وهز "الأوساط" اللولبية)
تترنح الشاعرة الحداثية .. والمفكرة الدوجمائية .. طرباً بعد خطبتها الإنقلابية.. وقصيدتها التحررية.. التى هزت "أوساط" النساء فى مختلف الأقطار العربية !!.. فى حشد غفير من نصيرات الحرية المفقودة.. مخلوقات "خرتيتية" عجيبة عديمة القرن.. تلطخت وجوههن بأطنان هائلة من الأصباغ ، تكفى لإعادة طلاء الأهرامات الثلاثة !!
كان ذلك فى مقر (اللجنة الشعبية الدولية لتعهير المرأة).. وقد جلس الكوكتيل البشرى فى إريحية وإسترخاء ، رِجل الهانم فى منخار البيه.. وسيجار الباشا فى إيد الهانم !!
صرح حضارى ضخم.. يضاف لمنجزات الصرعة الحداثية.. فى الأقطار العربية ، أشرفَ على إعداده وبنائه المعلم "زلطة" .. أشهر مقاول إنهيارات فى العاصمة المزدحمة ، وقام بتمويل المقر.. والقيام على تزويده بأحدث الصيحات العالمية فى فن التحرير.. نخبة متخصصة من المسقفين الخوابير (جمع خبير فى معجم الحداثة).. يترأسهم رئيسُ دولةٍ عظمى خالى شغل .. بعد أن فقد أغلى ما يملك على فستان (الحلوة..نسكى) .. ومنذ ذلك الحين أصبح خابورا عالمياً يتنقل بين البلدان ، ومحاضراً أكاديمياًً.. فى فن تنظيف الفساتين.. بالبخار البارد !
بصعوبة بالغة.. شققت طريقى وسط الزحام.. وإضطررت لحمل أوراقى وجهاز التسجيل والكاميرا بكلتا يدى فوق رأسى.. مجتازاً بجسدى النحيل مخاضة شبه عميقة .. من أجساد النساء المتلاحمة بقوة ، بعد أن تحول المجلس إلى معجنة بشرية .. كدليلٍ على وحدة الجنس البشرى.. وكتطبيق عملى لفكرة "الإندماج" بين شقى المجتمع.. الحلو.. وعاشق الحلو !!
كان الجمع المختلط ملتفاً حول زعيمة النهضة الحديثة.. ورائدة التنوير النسائى .. مسز "فوضوية نهضوية" .. الكل يلهث هنا وهناك فى محاولة بائسة للوصول إليها.. تماماً كما تنفر الفيلة الضخمة إلى المستنقعات.. لتنعم بحمام طينى دافئ ! .. شعرتُ باليأس من أن أحظى ولو بنصف كلمة من داعية حقوق المرأة العربية ، كى أزين بها مجلتى التى أوشكت على الموت إفلاساً ! .. فكونى رئيساً لتحرير مجلة أدبية متخصصة ، يجعلنى فى موقع المساءلة المباشرة من صاحب الجريدة.. المعلم حوافرى البصمجى .. والذى يحثنى دائماً - بألفاظه الواقعة فى حمى القذف الصريح- على إنعاش الجريدة ولو بخبر عن... الإتساع المتزايد للمسافة بين عينيه المتنافرتين !!
وتحت هذا الضغط الرهيب .. وفى محاولة يائسة للظفر بحديث صحفى من شاعرتنا الثورجية "يكسّر الدنيا".. ويرفع مبيعات الجريدة ، خطرت لى فكرة شيطانية رائعة ، كى أستدر بها نظرها الزائغ.. وألفت إنتباهها إلى هذه الناحية المظلمة .. فأفوز فوزاً عظيماً.. بمقال الإفتتاحية المدوى.. أو حتى بصورة إبداعية لها.. وهى تتقيأ الخمر (بالترمس) على وجوه الحاضرين !
فجأة.. وبمنتهى اللامبالاة.. بدأتُ فى التكبير لإقامة الصلاة !!
(قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة... الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله)
وما أن إنتهيت.. حتى فوجئت بالجمع الغفير وكأنى على وشك الإنتحار بعد قليل.. أفواهٌ مفتوحة.. ووجوهٌ مصفرة مشدوهة .. والباقون ما بين صائح مهدد بالثبور.. وبين منشغلٍ بمن سقط على الأرض مغشياً عليه (راكبهم عفاريت ) !!
إقتربت منى بعض الشنبات الكبيرة فى عصبية مولولين.. متوعدين هذا الجاهل الذى أتى ليفسد قعدة الفرفشة على هذا الجمع "المبسوط" على الآخر.. بآذان للصلاة !!
إلتفتتُ إليهم فى ثقة وخشوع :
- إيه يا إخواننا.. هاصلى العشاء لوحدى وللا إيه الحكاية.. يالا يا حضرات.. المتوضئ يجى يقف فى الصف.. والى عايز يتوضأ ما يتأخرش فى دورة الميه !!
- إنت إيه.. ما عندكش دم .. إنت فاكرنا هنا فى مسجد ولا فى زاوية.. إحنا هنا نناقش قضايا مصيرية عالمية .. وإنت جاى تأذن فى وسطنا.. إنت مجنون يابنى.. ولا باين عليك كده إرهابى !؟
- لا مؤاخذة يا سعادة الباشا.. أنا كنت فاكر إن فى حد أذن للعشاء قبل منى ، فعشان كده أقمت الصلاة مباشرة.. لكن حقك عليا.. ولا تزعل.. حيث أن ما فيش حد أذن من الأساس.. فيستحسن أنى أؤذن الأول قبل الإقامة ..آسف .. (وشرعت فى الآذان.. بإتجاه القبلة)
(صراخ وعويل من كل جانب.. وقفز الحرس الشخصى للبهوات وأفراد الأمن على رأسى من كل جانب حتى كدت أن أختنق.. وفجأة.. أتانا من الأمام صوت ناعم هادئ ، يحمل بحة إغرائية ملساء ، زاعقاً فى هؤلاء القرود الممسكين بى ... من جواربى !!
- سيبوه.. وهاتوا المخبول دا هنا !
إنشكحت أساريرى.. وإنبعجت ضحكة خبيثة.. على وجهى الذى تم إعادة رسم تضاريسه من قِبل أفراد الأمن الأشاوس.. بعدما علمتُ أن صاحبة الصوت الناعم هى مسز فوضوية النهضوية.. بشحمها ودهنها.. بعدها بقليل سمعت صوتَ إرتطام حاد بالأرض يحدث دوياً.. بعد أن ألقى بى قرابة العشرين رجلاً أمام الفاتنة فوضوية ، لأستقر عند قدميها الغليظتين.. فنظرَت إلىّ بتشفٍ وإحتقار
- إنت إيه حكايتك يا شاطر.. شكلك مش باين عليه لا صلاة.. ولا هم يتقون ؟!
- يا سلاااااام... أستاذة... حضرتك مش زعيمة وطنية من فراغ.. شايف يا بهيم إنت وهو.. شايفين الهانم فهمت الحكاية من أول نظرة إزاى !.. فعلاً الموضوع ملهوش علاقة بالصلاة !
- إنت مين وعايز إيه !؟
- محسوبك "مُزور قدير".. رئيس تحرير مجلة (عرب للبيع) الأدبية المتخصصة.. وبصراحة إضطريت أعمل "الفيلم" دا عشان أعرف أقعد معاك.. وأخذ منك كلمتين حلوين فى حوار صحفى !
- (فوضوية تضحك ملأ أشداقها الملظلظة) هههههاه.. دا إنت خضيتنا وإفتكرناك إرهابى من بتوع الصلاة و..الأأأ..آآآآ.. إسمه إيه التانى دا يا مظمظ ؟!!
- قصدك الصوم يا ست الهوانم..!
- أيوة هو دا.. أنا مش عارفة إزاى الواحد يقدر يصبر من غير كاس وسيجارة طول النهار.. حاجة صعبة خالص !
- إحنا إفتكرناك منهم يا نصاب.. بس حلوة النمرة اللى عملتها دى.. جديدة وتستاهل عليها بوسه من شلاضيم البت المتحررة دوسة !!
- إحنا خدامينك يا نجمة.. وياريت بقى تدينى أحلى كلام عندك.. عشان المبيعات تفرقع فى السما..!
- إتفضل إسأل يا عيونى.. بس بالراحة علىّ لأفطس فى إيدك !
- السؤال الأول: من أنتِ ؟ .. وما هو هدفك فى الحياة ؟
- أنا إمرأة تؤمن بالقيم والأخلاق.. (صوت رقيع يأتى من الخلف مقاطعاً ست الحسن.. شوية أخلاق من عندك يا خالتى !!)
- يا واد اسكت إنت والبقر اللى معاك.. عايزين نكمل الحديس السحفى !
- يا جماعة من فضلكم.. بليييز.. شوية تركيز وإنضباط... المجلة هتتباع فى سوق الكانتو وهأروح فيكم اللومان.. عايز أسمع الهانم بتقول إيه.. أيوه يا ست الكل.. كنت بتقولى إنك راعية الأخلاق !
- طبعاً.. دعوتنا لتحرير المرأة لا تتنافى مع الأخلاق.. ولا تتعارض مع قيم مجتمعنا العربى الأصيل.. كل الحكاية إن هناك بعض المتشددين المتحجرين.. قطعوا الميه والكهربا عن المرأة العربية.. عشان تفضل هى فى البيت مكنونة مجنونة ، والبهوات صايعين فى الشوارع.. طيب إشمعنى هى يعنى.. واللا الشوارع لا تتسع إلا لأقدام الرجال.. وللا إحنا ما نعرفش نلف وندور زيهم.. لا دا إحنا صايعين قوى !
- طيب السؤال الثانى : إيه أهم الأمور التى تطالبى بها الحكومات العربية والمؤسسات الأهلية والإجتماعية لأجل تحقيق هذا الهدف النبيل !؟
- أنا ولية واضحة جداً.. وعملية جداً.. كل قصائدى الشعرية وأحاديثى الصحفية بتقول بصراحة إزاى نحرر النسوان من قبضة التخلف والجهل.. الحكومات العربية عليها عبء كبير.. لازم تسن القوانين.. وتصدر التشريعات.. اللى تساعد على تفلت المرأة بالشكل الكافى.. خد عندك مثلاً.. لازم يلغوا موضوع التعليم الدينى والمدارس المنفصلة.. منفصلة ليه.. دا إحنا جنس ناعم زى البسكويت بنحب الونس جداً ، أمال ها نسمع فين كلام الغزل العفيف.. زى حلويات يا بت يا طعمة حلويات !!
- فى ناس كثير بتقول إنك ضد الإجهاض.. فهل هذا صحيح ؟!
- مييييين أنا !!؟.. طب إن شالله يا رب أعدم الواد مظمظ والبت دوسة فى يوم واحد إن كنت أنا ضد الإجهاض !! .. ماله الإجهاض.. ليه كايدهم الإجهاض.. ليه قارفهم الإجهاض.. طب دا كل الدول المتحضرة دلوقت بتعتبره حق من حقوق المرأة.. ولابد يكون هذا الحق عندنا برده.. جزء لا يتجزأ من حرية المرأة العربية المفقودة.. طب أنا قدامك أهه.. خمس عمليات إجهاض فى سنة واحدة.. تخيل !؟.. فى حاجة باينة علىّ لا سمح الله.. وصحتى زى الفل !!
- كلمة توجهيها لمين.. وما هى هذه الكلمة ؟!
- أوجه كلمتى لكل إمرأة عربية مهيضة الجناح.. لازم تدافعى عن وجودك.. عن كيانك.. لازم تقولى لولى أمرك راحت عليك يا والدى .. بكرة أنزل وأشتغل.. وبدل الولى الواحد هايكون عندى خمسين ولى يبيعوا ويشتروا فىّ.. رجليهم برقبتك !!.. لازم تنطلقى بسرعة الصاروخ.. بين أكتاف الرجال.. لازم توجدى لنفسك مكان على خريطة العالم الرجالى.. مش مهم تشتغلى إيه.. المهم هاتعملى كام فى الساعة !! وساعتها.. هايكون لنا مكان فى قائمة الدول المتحضرة.. غصب عن عين التخين !
- الكاتبة المتألقة "فوضوية".. بجملة واحدة فقط ماذا تقولين عن كلٍ من الآتى :
(الحياء) ....... مسخرة وقلة حياء
(الحجاب)....... يا نهار أسود ومنيل
(الفضيلة)........ يمكن تكون أخت أبله نظيرة
(العفة)......... يا سيدى كلمنى عربى الله لا يسيئك
(الطهارة)........ مرض نفسى إكتشفت علاجه الفنانة مادونا
(الحداثة)......... هى بإختصار قصة حياتى الفوضوية
(العولمة).......... الضربة القاضية لكل المتحجرين
(تعدد الزوجات)........ لازم الراجل يتطعم ضده زى الحصبة الألمانى
(الجنس للجميع)........... أمنية حياتى
أخذت الحديث الصحفى وطرت به على مطابع المجلة..
ونشرت الحوار..
وأعدت نشره بشكل دورى مستمر..
فى كل المجلات الأدبية التى توليت رئاسة تحريرها بعد ذلك !
فقد أصبحت بفضل العزيزة "فوضوية".. رئيساً لتحرير سبع مجلات أدبية....... متخصصة !!
مفروس (مسقف)