امسكوا الأقلام وسجلوا تاريخ العوازم الناصع على ساحة الأحداث أيها الكتاب
دور العوازم السياسي على ساحة الأحداث ابتداءً من عام ، 349 هـ فأقول :-
إذا كان بعض من كتب في التاريخ يبالغ احيانا في حق بعض القبائل ويعطيها اكثر مما تستحق فإنه يجحف ايضاً في حق قبائل أخرى ويهضم وينطوي على ظلم للفئتين ، وتتعاقب الأزمان وتتوارث الأجيال ما في وعاء التاريخ من معلومات وأخبار وقصص وتزداد رسوخاً مع تعاقب الدهور والعصور ، غير أن هناك رجال تتهيأ لها أسباب المراجع والتمحيص ويظهر لها من الحقوق ما يكشف بعض ملابساتها فتتجلى حقيقتها ويستدرك المنصفون ويرجعون للحق ويبادروا إلى رفع الظلم عن ضحايا التاريخ باذلين ما في وسعهم ينفح منهم طيب الحقيقة فيصبحوا كالعود الذي زاده الإحتراق طيبا ، فيستدرك العاقل المنصف مما استدركوا ، أن الأحداث التي مرت بها الجزيرة العربية وسجلها التاريخ جلها إن لم يكن كلها هي أحداث سياسية ، فعلى سبيل المثال ، بدأت حركة الفضل بن هشام في عام 349 هـ ، وكان استيلائه على مكة المكرمة في مطلع عام 350هـ ، وكان ابنه ( صبيحاً ) والياً على ( الأفلاج والمجاز ) وكان صبيح قد وقف بمن معه في وجه قوة بني الأخيضر والجنابيين وصدهم عن دخول الأفلاج من أن يتخذوها طرقاً إلى عسير أو اليمن أو الحجاز ، وكانت ( أوضاخ ) آن ذاك قاعدة عالية نجد تتبع آل يزيد الأمويين ، وواليهم عليها زيد العائذي الكلابي العامري ولقبه ( المدرع ) والتي انضمت قبيلته في جنب من قحطان ، في حال ضعفها ، حيث وجهوا حملة ضد بني هلال العامريين وأحلافها التي انضمت إليها من هوازن وبني سليم حليفة بني عقيل وغيرها إلى بني هلال التي كان يقودها رئيسها آن ذاك أبوزيد الهلالي ، وقد اتخذت هذه القبائل من قرى اليمامة والأحساء والبحرين وسواحل الخليج مستوطنات بعد خروجها من مساكنها بمخلاف بيشة أثناء قوة القرامطة ، وقد عادت بني هلال مع بعض احلافها إلى عسير واستوطنة اودية الأثبج والكريف والحمرة والمختلف بعد ضعف القرامطة الجنابيين وخروج انصارهم عليهم التي بدأت حركتهم تنشط على يد ( العيونيين ) وآلل جروان وتحالفت مع مذحج وسنحان ثم كانت في قوة آل يزيد التي وجهت لنصرة ابن باديس بالمغرب وبقي منها بقية استقرت في ذهبان قاعدة مخلاف البرك والقحمة والخسة واللؤلؤة وانضم إليها بطون كنانة وخزاعة وجبيهة وغيرها من قبائل الأزد ، تابع أيها القارى0