الفيلم الوثائقي

حسين شحادة: من أكثر الأشياء الغامضة التي قابلتنا في رحلتنا هي مسّ الجن للإنسان, والطرق التي يستخدمها المعالجون لإخراجه, كثيرٌ من المعالجين يقولون: إن الجن يدخل إلى جسد الإنسان عندما يكون في حالة خوف أو انفعال شديد، وقتها يكون الجسد مفتوحاً فيدخل إليه الجن بسهولة, كما يقولون: إن الجن من الممكن أن يدخل إلى جسد الإنسان عن طريق السحر, لكن نتيجة ذلك كله واحدة وهي الآلام التي يعانيها الممسوسون والتي رأيناها وسمعناها. في الطريق إلى مدينة بهاولبور خارج مدينة لاهور في باكستان وجدنا الكثير من المعالجين الذين يدّعون قدرتهم على علاج المس الشيطاني، لكن هذا الشيخ الذي يحبس الجن داخل قنينة أغرب ما وجدناه.الشيخ: عندما يأتي إلينا المريض ونقرأ عليه يُغشى عليه إن كان يعاني من سحر أو مس, وعندما يفقد الوعي نستدعي الجن الذي عليه ونقرأ آيات قرآنية ثم نضع ورقة بيضاء على رأسه وأطلب من هذا الجن أن يظهر على هذه الورقة, تظهر صورة الجن على الورقة البيضاء بوضوح كأنها شاشة تلفاز, ثم أقبض على الجن, عندما يأتي المريض أكتب اسمه واسم أمه ومن ثم أضع هذه الورقة على رأسه، وبعدها نبدأ بإلقاء عدد من الأسئلة عليه, سيدلّنا الجن أين ترك بوله وبعدها نتخلص منه, بالقبض عليه وإحراقهم فيشفى المريض من معاناته، يُعطى السحر أو يُدسّ في طعام المريض, ولهذا السبب نطلب من المريض أن يتقيّأ, عندها يظهر العمل أو السحر فنزيله أو نطلب من المريض أن يأخذه ويرميه في ماء جار ثم نأخذ وعداً من الجن ألا يعاود مرة أخرى ومن ثم يتحسن المريض بمشيئة الله.[مشهد للشيخ ذاته وهو يقرأ بعضاً من الآيات بعد وضع الورقة البيضاء على رأس المصابة بالسحر]الشيخ يخاطب المرأة: ما الذي ترينه؟ كم شخص هنالك؟ امرأة مسحورة: أربعة.الشيخ: أين يقفون؟ المرأة المسحورة: على مدخل الباب, رجلان وامرأتان.الشيخ: هل ما زالوا موجودين؟ لا تفتحي عينيك إلا بعد أن تري الجن, من أين أتوا؟ المرأة المسحورة: من باهاولبور.[الجن يتكلم بلسان المرأة المسحورة]الشيخ: ماذا تريدون منها؟ الجن: نحن نزعجها حتى تترك المكان. الشيخ: ولماذا يجب أن تتركه؟الجن: لأغيبها.الشيخ: هل جئتم من تلقاء أنفسكم؟ أم أن هناك من أرسلكم؟الجن: أُمرنا أن نتلبس بها.الشيخ: مَن أمركم؟ هل أفقدتموها الوعي؟ من أتى بكم من باهاولبور؟ إذا كذبتم سأضربكم بالعصا على وجوهكم؟ من أتى بكم؟ من يكرهها ويريد أذيّتها؟ الجن: هناك امرأة في باهاولبور هي التي طلبت منا أن نأتي.الشيخ: هل هي قريبتها؟ الجن: أختها.الشيخ: هل دسستم لها السحر في الطعام؟ أم هو مدفون؟ الجن: وضعناه في الطعام.الشيخ: كم مرة؟ قولوا لي أو أضربكم بالعصا.الجن: مرتين.الشيخ: يجب أن نخرج السحر, خذي هذا, هل ستتركونها؟ الجن: سنتركها.[صورة الشيخ وهو يقوم بإخراج الجن في وعاء من فم المرأة] حسين شحادة: في حي فقير من أحياء لاهور حيث الزحام الشديد وجدنا هذا المعالج الذي أثارتنا بشدة طريقته الغريبة في علاج المس.[المعالج يخاطب جن الرجل المسحور]المعالج: كم عددهم؟ ومما تشكي؟ الرجل المسحور: يقولون إنهم 4 أو 5.المعالج: هل يهمسون بأذنك؟ الرجل المسحور: يهمسون بأشياء غريبة في أذني.المعالج: يمنعونك من العمل؟الرجل المسحور: نعم.المعالج: هل تأكل؟الرجل المسحور: نعم, لكن يأكلون كل طعامي وأبقى جائعاً.المعالج: هل نستدعيهم؟الرجل المسحور: أجل, أرجوك خلّصني. المعالج [يستدعي الجن عن طريق ضرب الممسوس على رأسه وشد شعره]: هل ستتركونه؟ اخرجوا منه, اتركوه بسلام, هل ستخرجون؟المعالج [يعرّف بهويته]: اسمي صالح, أقيم في منطقة شيخبورا, تعلمت طريقة العلاج من والدي منذ 22 سنة، معظم الحالات التي أعالجها تتضمن مخلوقات غير مرئية، أسأل المريض إذا كان هناك جن بداخله فأعالجه, وإذا لم أجد أي شيء أقول له أن يمضي في حال سبيله, أتلو آيات من القرآن وأذكر الحج قاسم علي شاه وحج شاه, وخلال قراءتي يحضر الجن وأستطيع أن أراهم، وإذا كان الجن مؤذي أضرب المريض على ظهره.الصحفية: أستاذ جمال (الرجل المسحور) أتيت إلى حج صالح وقد خلّصك من الجن ولقد ضربك وحرق لك شعرك, هل شعرت بأي ألم؟ أستاذ جمال (الرجل المسحور): لقد كنت واعياً للضرب, لكنني لم أشعر بأي ألم.الصحفية: هل تشعر بالألم الآن؟أستاذ جمال (الرجل المسحور): لا. لا أشعر به.الصحفية: عندما كان الجن بداخلك هل كنت تعاني من أي ألم؟ أستاذ جمال (الرجل المسحور): نعم كنت أشعر بألم, لقد كان هناك جنيان يمسكان بكاحلي, وآخران يمسكان بركبَتَي ويَدَي.الصحفية: هل كنت تتألم بسبب الجن؟ أستاذ جمال (الرجل المسحور): نعم.الصحفية: هل رأيتهم؟أستاذ جمال (الرجل المسحور): لا لم أرهم، لكنني أسمعهم يتكلمون.الصحفية: كم مرّ من الوقت وهم بداخلك؟ أستاذ جمال (الرجل المسحور): منذ سنة ونصف وهم معي يرافقونني.حسين شحادة: سواء شعر المريض بما حدث له أم لا فإن مشهد الشيخ وهو يضربه وصوت الضربات لم تنمحي من ذاكرتنا في طريق خروجنا من لاهور. حسين شحادة: ضريح بْويَ عمر في المغرب, يأتي إلى هذا المكان سنوياً ما يقرب من مليون زائر، أحفاد صاحب الضريح والذين ورثوا البركة عن جدهم يتبعون أساليب وطقوساً غريبة لطرد الجن من جسد الإنسان, ومن أهم أحكام هذه المحكمة على المريض ذبح ذبيحة كقربان ويُسال دمها في الضريح وبعد أن تتمّ عملية الذبح لا بد أن يقضي المريض فترة من الزمن داخل الضريح حتى يُشفى تماماً من آلامه وهذه الفترة يحددها الجنّي قبل خروجه من الجسد فبعض المرضى يمكث أياماً, وبعضهم يمكث شهوراً والبعض سنوات.معالج: نحن الآن في إقليم قنال السراغنة الذي يتواجد فيه ضريح بويَ عمر ويبعد عن المدينة بحوالي 45 كم، فهذا الولي الصالح في الحقيقة ظاهرة من الظواهر، حياته هو يتسلسل وينحدر من الدوحة النبوية الشريفة، ينتمي إلى سليمان أخ إدريس مؤسس الدولة المغربية، ثم إلى عبد الله الكمالي، إلى أن ينتهي إلى الحسن بن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه, هناك الناس الذين يصلون بتلقائية لما يصلوا إلى ذلك المكان، فهم يتفاعلون وأثار فيهم تلك ردود الفعل التلقائية بدون تهيّئ أو بدون فـ.. تلقائياً يتفاعل فهناك من يمكث السنة وهناك من يمكث السنتين, وهناك من يمكث يوماً واحداً أو يومين، الله يقدر الشيء لكل واحد بطبيعة الحال، الله هو الشافي, ليس هناك شفاء من غير الله, فالله هو الطبيب وهو الشافي وهذا اعتقادنا، ولكن الله هو يودع أسراره ويودع بركته في عباده وفي الأماكن التي يختارها.حسين شحادة: وآخر مراحل العلاج وضع إبريق نحاسي ممتلئ بالماء فوق النار حتى يغلي, ويقوم بعدها الولي بملء فمه بهذا الماء ومن ثمّ يبصقه على الحضور ليخلصهم من آلامهم الناتجة عن المس أو السحر. المعالج: قيل أنه كان يدرّس الإنس وكان يدرّس الجن وهذه هي أظن السر الكامن وراء هذه الشهرة التي اكتسبها والأعمال التي يُقال بأن الذين يأتون إليه هم بخصوص الذين يصيبهم المس، لأن هناك الأمر هذا مختلف أو الأسباب كذلك مختلفة، فهناك ما يتعلق بالأمراض العضوية التي أسبابها ظاهرة التي هي أشياء ملموسة تحتاج إلى أطباء.رجل مسحور: دخلت إلى الولي الصالح على إثر مرض أُصبت به، كنت أعاني من الأرق ومن القلق المزمن ومن فقدان شهية، قالوا لي: أنك مصاب بحالة صرع, أن هناك أرواحاً خبيثة قد أُصبتَ بها, كنت قد أُصبت بتلك الأرواح على إثر سحر قد عُمل لي من بعض الأفراد، أحس بالأرواح أحس بخفقان.. خفقان الأرواح في جسمي, هذا ملموس أنا أحس به.حسين شحادة: كيف تحس به؟الرجل: أحس بخفقان خفقان في العضلات، أرواح كثيرة, ليست الجواب, هناك ملك لهم, ملك يترأسهم لهم رئيس غبائي.حسين شحادة: من هو؟الرجل: أنا لما دخلت إلى الولي الصالح وأحسست بالنوبة الصرعية كنت أتكلم باسم جنية أنثى، لا يمكنني أن أغادر هذا المكان لأنني كلما غادرته كلما أُصبت بانتكاسة.ميسون عزام: مشاهدينا نتوقف الآن مع فاصل إعلاني قصير نتابع بعده برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي العالم الآخر: المس، فابقوا معنا.[فاصل إعلاني]ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً, لا زلتم مع برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي لهذه الحلقة: "العالم الآخر: المس"، فلنتابعه سويةً.[الفيلم الوثائقي: "العالم الآخر: المس"]حسين شحادة: لا يستخدم الماء المبارك في طرد الجن وعلاج المس فقط في ضريح بويَ، ولكننا رأينا الشيء نفسه في القاهرة فالكنيسة المصرية التي اشتهرت بقدرة رهبانها ورجال الدين على علاج المرضى الذين تعرضوا للمس من الجن وفي رحلتنا دخلنا إلى الكنيسة لحضور إحدى جلسات العلاج.[مشاهد مفزعة لحالات مرضية]الأب مرقص عزيز (الكنيسة المصرية): الروح الشرير بيعذب الإنسان وبيسبب له حاجات كثير يسبب له متاعب، ممكن يسبب له أمراض، شفنا واحد مجنون أعمى أخرس لما خرج منه الروح الشرير رجع ثاني سليم، الجنان راح، والخرس راح، والعمى راح, أشياء كثيرة تبقى صعبة، ربنا يرحمنا وما يصبحش لحد بيها. الأب مكاري يونان (الكنيسة المصرية): هوّ في الأول اللي هو الاجتماع العام، الاجتماع العام خاص بالمسيحيين بيبدأ بترنيمة وإجابة سؤال نخصص سؤال من ضمن الأسئلة, وبعدين تيجي العظة، العظة ده لكل إنسان، ولكن هي خاصة بالمسيحيين, بعض ما بنخلّص العظة ونصلي منطلب مراحم الله، وبعدين انتهى الاجتماع, بتبدأ بعد كده صلاة المرضى، أنا بدخل فترة جوّا، بطلب معونة من ربنا لأن المفروض يكون كل شيء لرضى الله, لأن في كلام بيقول: إذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شيء لمجد الله, فأنا بدخل أطلب إن الله يمجد ذاته لأننا شوية تراب، ويعود المجد إليه لأنه بيقول: مجدي لا أعطيه لآخر، فإذا الله شعر أو حسّ إن الإنسان ده مخلص وعايز مجده اسمه وحده يرتفع يبقى الله يؤيد العمل ويعلن سلطانه زي ما إنت شفت كده. [الأب يعالج امرأة قائلاً]: مين معاي؟ آمرك باسم اليسوع المسيح تتكلم مين معاي؟[مشهد لامرأة تصرخ وتقول: منك لله يا جني، منك لله][الأب يعالج امرأة أخرى قائلاً]: باسم اليسوع المسيح الناصري؟ باسم المسيح اليسوع الناصري تخرس وتسكت خالص, اسمك إيه؟ المرأة [تتكلم بلغة الجن]: لأ مش حقول.الأب مرقص عزيز (الكنيسة المصرية): هو السيد المسيح إدّى (أعطى) لتلاميذه والرسل موهبة إخراج الأرواح الشريرة, وقلّن كده إني ببعتكم علشان تشفوا مرضى تقيموا موتى وتخرجوا أرواح شريرة، مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا, فاللي بيعمله رجل الدين إنو بيصلّي وبيطلب من ربنا والله فقط هو الذي يخرج الروح الشريرة مش إنسان، لكن الإنسان بيصلّي، بيكون مجرد أداة أو وسيلة لكن الله هو اللي بيتولى.الأب مكاري يونان (الكنيسة المصرية): أنا بطلب إن الله يأخذ المجد لذاته, بسلمه العمل كله، لما نيجي نرش وننفخ ثلاث نفخات بقول: باسم يسوع المسيح الناصري، قوة دم صليبه، سلطان لاهوته المحيي نأمر كل روح مضادة - الشيطان يعني- هاربة أو محاربة أو ساكنة في الجسد بمغادرة الجسد وعدم العودة إليه، كل رقية، كل سحر، كل عمل شيطاني يبطل تُقطع كل الرباطات تبطل كل المحاربات، أنا بصلي باسم يسوع المسيح صاحب السلطان، أنا ما ليش دخل في العمل أنا شوية تراب.[مشهد شاب ممسوس والأب يعالجه]كان في إنسان وشافوه كل الشعب وقف وإدّى (أعطى) شكل الشيطان بالضبط، الشكل اللي أحياناً يرسموه كده الحواجب اللي عاملة كيرف كده والذقن والوش شكل الشيطان تماماً وانحنى، الكل فزع منه, فممكن الشيطان لما يمتلك إنسان ممكن يعمل فيه ويسوّي بيبقى سيده, حتى بيسموهم أسياد, يخليه يصنع ما لا يليق، يصنع الشر، يصنع الخطية إن كانت ست أو رجل, يسقطه في الخطايا، يتعبه، يهدد حياته، يفقده سلامه، يفقده الرجاء في قلبه، يبقى مملوك ليه، والشيطان يستخدمه في عمله.[مشهد للأب وهو يعالج شاب ممسوس داخل الكنيسة]الأب: باسم يسوع المسيح الناصري..الشاب: بديش أخرس.الأب: اخرس.الشاب

منقوووووووول من موقع العربيه نت
المــــــــــــــــــــدير $$ - $$ العـــــــــــــــــــــــــــــــامـ ..

مشكور ويعطيك العافية

بصراحه روووعه مواضيعك

ومجهوداتك يالغالي وأتمنى لك

الأرتقاء بهذا المجهود

وتقبل مـروري

أخوك

المدير العام